Marche-irak-palestine

مسيرات يوم القدس في إيران والعراق لدعم الفلسطينيين ورفض صفقة القرن

أحيا عشرات الآلاف من الإيرانيين يوم القدس العالمي يوم الجمعة منددين بخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط التي وصفها الرئيس دونالد ترامب بأنها ”صفقة القرن“.

وذكر التلفزيون الإيراني أن مسيرات خرجت في 950 منطقة في أنحاء البلاد برعاية الدولة وعرض لقطات لمحتجين يحملون لافتات عليها شعارات مثل ”القدس العاصمة الأبدية لفلسطين“ و“الموت لأمريكا“ و“الموت لإسرائيل“.

ونشرت مواقع إخبارية إيرانية صورا لمحتجين يحرقون قناعا للرئيس الأمريكي وعلمي الولايات المتحدة وإسرائيل.
وتشجع خطة ترامب الدول العربية المانحة على الاستثمار في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل التعامل مع القضايا السياسية الشائكة التي تمثل لب الصراع.

ورفض مسؤولون فلسطينيون بالفعل الخطة لاعتقادهم بأنها ستنحاز بشدة لإسرائيل. وقالت إيران إن الخطة مآلها الفشل. وأثار ترامب غضب الفلسطينيين باعترافه في 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وظهرت على شاشة التلفزيون الرسمي الإيراني لافتة تقول ”لا للصفقة القرن“ كما عرض التلفزيون لقطات من مسيرة ليوم القدس في العاصمة العراقية بغداد حيث نزل إلى الشوارع آلاف من أعضاء الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران.

وقال معين الكاظمي عضو مجلس محافظة بغداد إن مسيرات يوم القدس في بغداد وغيرها من محافظات العراق، وكذلك في مختلف أنحاء العالم، تعبر عن رفض ”صفقة القرن“ التي قال إن ترامب وضعها لحل القضية الفلسطينية بطريقته.

وشارك أفراد الفصائل الشيعية في المسيرات بزيهم القتالي لكن لم يكونوا مسلحين ولم يكونوا في مركباتهم العسكرية بما تحتويه من أسلحة ثقيلة وذلك على خلاف ما حدث في السنوات الماضية عندما استغلوا المسيرات لإظهار قدراتهم القتالية.

وشاركت نفس الأعداد المعتادة في مسيرات يوم الجمعة لكن لفت الانتباه غياب قادة الفصائل الشيعية المسلحة الذين اعتادوا إحياء يوم القدس بخطب نارية ضد إسرائيل تتضمن تعبيرا عن الامتنان لإيران لما تقدمه لمنظماتهم من دعم.

وكان آية الله الخميني زعيم الثورة الإسلامية في إيران قد دعا في عام 1979 إلى إحياء يوم القدس في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

ومعارضة إسرائيل ركيزة أساسية بالنسبة لإيران الشيعية التي تساند الفصائل الإسلامية المسلحة الفلسطينية واللبنانية المعارضة للسلام مع إسرائيل. وترفض إيران الاعتراف بإسرائيل.

وقالت الشرطة في إقليم كردستان في شمال غرب البلاد، حيث تنشط جماعات متمردة منذ عقود، إنها اعتقلت ثلاثة متشددين مسلحين وأحبطت مخططا للهجوم على المشاركين في المسيرات في سنندج عاصمة الإقليم وفقا لما ذكرته هيئة إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

مؤتمر البحرين

وتساند إيران وتدرب أقوى الفصائل الشيعية المسلحة في العراق. وساعدت تلك الفصائل الجيش العراقي المدعوم من تحالف تقوده الولايات المتحدة في استعادة الأراضي التي استولى عليها تنظيم الدولة الإسلامية.

ومع ذلك سعت بغداد لتهدئة التوترات المتصاعدة بين حليفتيها الرئيسيتين، الولايات المتحدة وإيران، خشية أن تؤدي حرب بينهما إلى الإضرار بأمن العراق الداخلي الهش. ويتمتع قادة الفصائل الشيعية المسلحة بنفوذ واسع وخفت حدة لهجتهم خلال الأسابيع القليلة الماضية.

وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي إن خطة ترامب ستفشل. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء قول الرئيس حسن روحاني بعد انضمامه إلى المسيرة التي نظمت يوم الجمعة ”مما لا شك فيه أن صفقة القرن ستصبح إفلاس القرن ولن تفضي إلى شيء“.

وتعهد متحدثون في المسيرات بأن الفلسطينيين سيهزمون إسرائيل. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء قول رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري ”استراتيجية (جماعة) حزب الله اللبنانية و(منظمة) الجهاد الإسلامي وحماس (في غزة) أفضت إلى هزائم إسرائيل المتتالية في السنوات الأخيرة وإذا أقدمت إسرائيل على أصغر تحرك اليوم ستواجه وابلا من الصواريخ الفلسطينية“.

وقال الجيش الإسرائيلي إن حماس والجهاد الإسلامي أطلقتا نحو 690 صاروخا على إسرائيل خلال تصاعد للعنف في قطاع غزة وجنوب إسرائيل استمر نحو يومين في أوائل مايو أيار. مسيرة ليوم القدس في العاصمة العراقية بغداد يوم الجمعة. تصوير: ثائر السوداني – رويترز

وبعد مسيرة طهران انتقد علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني دول الخليج العربية التي عبرت عن الدعم لخطة ترامب. وقال في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي على الهواء ”السعوديون والإماراتيون والبحرينيون قدموا أموالهم ويخسرون سمعتهم… من أجل خطة أمريكية زائفة“.

وقالت السعودية والإمارات إنهما ستشاركان في مؤتمر في البحرين لتشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية من قبل دول عربية ضمن خطة ترامب. وذكر تلفزيون المسيرة التابع للحوثيين في اليمن على تويتر أن حشودا ضخمة شاركت في مسيرات لإحياء يوم القدس في العاصمة صنعاء وفي صعدة معقل الحوثيين في الشمال. ويسيطر الحوثيون على المدينتين.

وتتهم إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية إيران بإشعال التوترات في الشرق الأوسط ورعاية الإرهاب. وتنفي إيران ذلك.