Hirak-28mai

إصرار الطلبة: لا خضوع ولا رجوع

ظم طلبة بمختلف ولايات الوطن اليوم الثلاثاء مسيرات سلمية لتجديد مطالب “التغيير الجذري للنظام” و “رحيل جميع رموزه”، عبروا خلالها عن رفضهم إقامة الانتخابات الرئاسية ل 4 يوليو 2019، محيين في نفس الوقت “مرافقة الجيش الوطني الشعبي للتحول الحاصل بالبلاد”،

وجدد مئات الطلبة من خلال مسيرات و تجمعات بعدد من ولايات غرب البلاد تمسكهم بمطالب الحراك الشعبي الذي رأى النور يوم 22 فبراير الماضي.
و بوهران نظم العشرات من الطلبة الجامعيين مسيرة جابت بعض شوارع وسط المدينة قبل أن يتجمع المشاركون فيها أمام مبنى مقر الولاية رافعين شعارات و لافتات تلح على ضرورة “رحيل ما تبقى من رموز نظام الرئيس السابق” الى جانب “تعيين حكومة كفاءات وطنية”.

و بخصوص انتخابات الرابع يوليو قال الطالب زهير من جامعة العلوم والتكنولوجيا لوهران: “يجب تأجيل الانتخابات بما يسمح إجراءها وسط ظروف تضمن الشفافية وشروط النزاهة”.

كما عرفت ولاية مستغانم هي الأخرى مسيرة نظمها طلبة وأساتذة جامعة “عبد الحميد بن باديس” والتي انتهى مسارها عند ساحة الاستقلال المقابلة لمقر البلدية أين عبروا عن إصرارهم على المطالب التي دأبوا على رفعها خلال المسيرات التي اعتادوا تنظيمها كل يوم ثلاثاء والتي تأتي لتدعيم مطالب الحراك الشعبي في مسيراته كل يوم جمعة.

كما تميزت الشعارات المرددة من قبل هؤلاء الطلبة بالإشادة بمرافقة الجيش الوطني الشعبي لهذا التحول الكبير الذي تشهده البلاد مع التأكيد على وجوب تحقيق التغيير الجذري للنظام.

بدورها شهدت مدينة النعامة تنظيم مجموعة من طلبة المركز الجامعي “صالحي أحمد” وقفة مساندة للحراك الشعبي بساحة “الاستقلال” حيث رفعوا خلالها أيضا هتافات وشعارات مساندة للجيش الوطني الشعبي مثلهم مثل طلبة المركز الجامعي “بلحاج بوشعيب” بعين تموشنت أين سار العشرات منهم في مسيرة سلمية مؤكدين تمسكهم بمطالب التغيير.

وشارك بتلمسان حوالي مائتي (200) طالب من جامعة “أوبكر بلقايد” في مسيرة مطالبين بالانتقال الديمقراطي السلمي والهادئ رافعين ومرديين شعارات “جيش الشعب خاوة خاوة” ومع الإصرار على ضرورة الحفاظ على سلمية الحراك الشعبي.

و عرفت بعض ولايات شرق البلاد، خروج الآلاف من طلبة جامعات في مسيرات سلمية مجددين المطالبة برحيل جميع وجوه النظام و معبرين عن رفضهم للانتخابات الرئاسية.

فبقسنطينة توافد المئات من طلبة الجامعات الثلاث (منتوري و عبد الحميد مهري و صالح بوبنيدر) على وسط المدينة حاملين الأعلام الوطنية حيث جابوا أهم الشوارع الرئيسية مؤكدين من خلال الشعارات و اللافتات التي رفعوها تمسكهم بالمطالب المنادية على وجه الخصوص برفض إجراء الانتخابات الرئاسية و “رحيل الباءات الثلاث” (بن صالح و بدوي و بوشارب).

و تحت هتافات “سلمية سلمية” جدد آلاف الطلبة المتظاهرين بسطيف مطالبهم ب”محاسبة الضالعين في قضايا الفساد و تبديد المال العام” و “إجراء انتخابات حرة و نزيهة تحت رقابة شعبية” علاوة على “تطبيق العدالة و القانون” و “تنصيب شخصيات توافقية لتسيير المرحلة الانتقالية”.

و من بين الشعارات الأخرى التي رددها الطلبة المشاركون في مسيرات هذا الثلاثاء بولاية أم البواقي “نعم لمحاسبة المتورطين في الفساد” و “يتنحاو قاع” (يذهبون جميعا).

فيما قام عدد من طلبة و أساتذة جامعتي الحاج لخضر و مصطفى بن بولعيد بولاية باتنة بوقفة احتجاجية أمام المركز الجامعي عبروق العربي بوسط المدينة حيث رددوا شعارات مساندة للحراك الشعبي و معبرة عن التمسك بوحدة الشعب و الأمة.

و بوسط البلاد، شهدت ولايتا البويرة و تيزي وزو  مظاهرات حاشدة شارك فيها الى جانب الطلبة موظفو العديد من القطاعات إلى جانب محامين جددوا من خلالها المطالبة برحيل جميع رموز النظام القديم و الغاء الانتخابات الرئاسية للرابع يوليو.

و شارك في هذه المظاهرات بولاية البويرة موظفو مؤسسات الجزائرية للمياه و مديرية التجارة و محامون و كذا أساتذة و طلبة جامعة “أكلي محند أولحاج” في مسيرة لم تثنهم فيها مشقة الصيام و حرارة الجو عن الترديد بشعارات تدعوا الى “رحيل الحكومة الحالية” و “النظام”.   

بالمقابل، لم تسجل أي مسيرات بالوسط الطلابي اليوم الثلاثاء بجنوب الوطن، حيث نظمت مناقشة علمية بالهواء الطلق من قبل ثلة من الأساتذة على مستوى القطب الجامعي 2 بورقلة، و ذلك في إطار سلسلة اللقاءات لمرافقة الحراك الشعبي بمبادرة من الفرع المحلي للمجلس الوطني للتعليم العالي.

هذا وقد خرج مئات الطلبة في مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة للتأكيد على مطالب الحراك الشعبي الداعية إلى إحداث قطيعة مع النظام السياسي و رحيل رموزه.

وبالرغم من ارتفاع درجة الحرارة ومشقة الصيام ، تجمع هؤلاء الطلبة ، على غرار الأسابيع بمحاذاة ساحة البريد المركزي والمدخل الرئيسي لجامعة بن يوسف بن خدة (الجامعة المركزية) وسط تعزيزات أمنية “مشددة” مقارنة بالمسيرات المنصرمة ،مرددين النشيد الوطني معا عبر مكبرات الصوت مما جعل بداية هذه المسيرة تختلف عن سابقاتها.

وعقب التحاق زملائهم من مختلف المعاهد و الكليات حاول الطلبة الذين توشحوا كعادتهم بالراية الوطنية التوجه إلى ساحة الشهداء ، غير أن قوات الأمن منعتهم من ذلك ونفس الشأن عندما حاولوا التوجه إلى مقر المجلس الشعبي الوطني، حيث سدت أمامهم أغلب مداخل الشوارع الرئيسة المحاذية لساحة البريد المركزي ، الأمر الذي جعل المسيرة تجوب شارع باستور و العودة مجددا إلى ساحة البريد المركزي.

ورفع الطلبة شعارات تدعو إلى رحيل النظام السياسي ورموزه ، مجددين إصرارهم على ضرورة رحيل الباءات الثلاثة (بن صالح، بدوي وبوشارب) إلى جانب لافتات تؤكد على تمسكهم بمواصلة المسيرات كل ثلاثاء و جمعة : “لا خضوع ولا رجوع” و”طلبة صائمون ،في رمضان حاضرون ” و “سنسير حتى يحدث التغير”و ” الشعب هو مصدر السلطة ” و “جزائر حرة ديمقراطية” .

كما جدد الطلبة موقفهم الرافض لرئاسيات 4 يوليو القادم حيث رفعوا شعارات كتب عليها ” انتخابات 4 يوليو : لا حدث ولن تحدث” و ” انتخابات يوليو = إعادة للنظام بوجوه جديدة”، علاوة على رفعهم لشعارات مناوئة لحكومة بدوي، مطالبين إياه بالرحيل من أجل تنظيم انتخابات نزيهة وشفافة.

كما حمل الطلبة  شعارات “الجزائر تطلب من أبنائها وحدة الصف ووحدة الهدف” و” الطالب هو رجاء الشعب وذخره” إلى جانب “جيش شعب خاوة خاوة” و”الجيش جيشنا ومهمته حماية وطننا”، علاوة على ذلك دعا الطلبة إلى استقلالية القضاء و محاربة المتسببين في نهب المال العام ، مرددين أسماء بعض الوزراء والمسؤولين السابقين.

للإشارة، فإن هذه المسيرة التي تميزت بتواجد طوق أمني مكثف خاصة عند مدخل حديقة صوفيا و شارع عسلة حسين وذلك لمنع الطلبة من التوجه إلى شارع زيغود يوسف وعسلة حسين، مع تسجيل تضامنا ملفتا من قبل العائلات التي دأبت على رمي الماء من الشرفات لتخفيف من حرارة الجو.

المصدر و.أ.ج.