نحو إنجاز محور مركزي جزائري يمثل جسرا تجاريا بين أوربا و دول الساحل

يكاد مشروع ميناء الوسط في الحمدانية بشرشال يلفت الإهتمام المتفاقم خارج الوطن أكثر من داخله. و هذا لكون ذات المشروع الفرعوني يشكل أساسا منطلق إقتصادي جزائري إستاتيجي من شأنه أن يؤثر على الملاحة التجارية الإقيمية، القارية و الدولية بشكل عميق.
تلخيص : عبدالعزيز انجلي.
حيث بات من المؤكد أن هذا المشروع يكتسي إهتمامات شتى خلف حدود أهل الدار، ناهيك أنه سجل تأخرا مميزا يفوق الست سنوات عن موعد إنطلاق الأشغال الأصلي الذي كان مفروضا خلال عام 2015. حيث قيل أنه قد إستقطب في بدايته أوساطا مشبوهة لمستثمرين غير شرعيين تم إيقافهم و محاكمتهم في قضايا فساد.
وعرف هاذ المشروع نفسا جديدا خلال السنة الفارطة، حيث باتت فكرة إنشاء ميناء محوري دولي على الأراضي الجزائرية في الأجندا الحكومية العاجلة. إذ سخرت الدولة تمويلا يفوق الستة ملايير دج على أساس إطاق الأشغال خالال السداسي الثاني للسنة الجارية.
و بات من المسطرأن ميناء الوسط للحمدانية بشرشال سيكون له دورمحور لوجستكي هائل للحاويات التجارية الدولية في المستقبل القريب عبر البحر الأبيض المتوسط. كما أدلى به وزير الأشغال، فاروق الشيالي ، خلال اجتماع مجلس الوزراء في 28 يونيو الفارط، و الذي قدم فيه عرضا حول هذا الميناء المستقبلي. حيث تبين أنه مشروع عملاق من شأنه أن ينافس، بل و يطيح بكل بالمنافسة الإقليمية المباشرة في الضفة الجنوبية، لا سيما مياء طنجة المتوسط.
هذا وقد تحملت دراسة المشروع إنشاء محور مركزي إقليمي يرافق ميناء الوسط، لا سيما، منطقة لوجستية وصناعية بالإضافة إلى شبكة سكك حديدية و شبكة طرق سريعة حديثة تقطع البلاد شرقا، غربا و جنوبا نحوسائر دول الساحل، مدخل القارة السمراء.و قد جاء في بيان مجلس الوزراء أن “المشروع سينفذ بتمويل مختلط جزائري صيني من خلال قرض من صندوق الاستثمار الوطني وقرض من بنك إكسيم بنك الصيني”.
ولربط الميناء بشبكة الطرق والسكك الحديدية الوطنية و بتحصيل حاصل، بالخطوط الجوية الجزائرية ،كما يستلزم الأمر في كل محور مركزي إقتصادي دولي، من المخطط إنشاء مقطع من الطريق السريع بطول 37 كم بنظام رسوم لربطه بالطريق السريع شرقءغرب ، بالقرب من العفرون (البليدة). إضافة إلى خط سكة حديد مزدوج مكهرب إلى محطة العفرون بطول 48 كم يراعي أيضًا الجانب البيئي للمناطق المعنية.
ومن الجدير بالذكر أن النفس الجديد الذي يرافق هذا المشروع قد إرتكزعلى أسس جديدة، لخصها رئيس الدولة قائلا “إن كل شكل من أشكال التأخير قد يتسبب في خسائر جسيمة. كما شدد على أن “الهدف الاستراتيجي لهذا الميناء هو الانفتاح على الدول الإفريقية التي لا تمتلك منافذ بحرية, مع ما يعنيه ذلك من تعزيز الحياة الاقتصادية وخلق فرص العمل” على المدى المتوسط و البعيد.
و في سياق ذي صلة بمشروع ميناء الوسط للحمدانية بشرشال، ثبت أن الحكومة الجزائرية تخطط لبناء خط سكة حديد بين الجزائر ولاغوس من شأنه ان يشكل معبرا تجاريا ناجعا يحقق الاتصال بين نيامي وأوروبا بتوفير مشوار ملاحة أقصرعبر ميناء الوسط, وخدمة برية عبر الصحراء في إتجاه ساحل غرب إفريقيا ومن ثما الذهاب إلى البلدان غيرساحلية.
و من جهة أخرى فإن سوق الشحن البحري الحالية تعرف إنخفاضا نسبي مقارنة بتكلفة الشحن البري الذي يؤول إلى الزيادة. و في هذا السياق فإن المحور المركزي الجزائري الذي يوفر كل هاته الخمدات، له أن يلعب ورقة الشحن البديل من خلال خطوط السكك الحديدية عبر الجزائر لخدمة دول مثل النيجر أو مالي و غيرهما،و ينفرد في سوق شحن عصرية سريعة ناجعة و مؤمنة بأسعار تقضي على كل مافسة إقليمية.