عناصر دخيلة تحاول استغلال الحراك لأغراض إنحرافية

عدد المشاهدات: 881
الحرا_ معرض_لعناصر_عدوانية

أكد الأستاذ الجامعي أحمد بن سعادة أن المظاهرات الأولى للحراك المتشكلة في غالبيتها من مواطنين صادقين تحذوهم الرغبة في وضع حد “للعصابة” التي صادرت البلد قد اخترقت من “أفراد ينتسبون لمنظمات غير حكومية و انفصاليين من الماك وإسلامويين من الخارج”.
وفي حوار خص به موقع “لا باتري نيوز” اعتبر السيد بن سعادة أنه “يجب الاقرار بأن المظاهرات الأولى للحراك التي استقطبت ملايين الاشخاص في شوارع المدن الجزائرية كانت تتشكل في غالبيتها من مواطنين صادقين تحذوهم الرغبة في وضع حد ‘”للعصابة” لم تكتف بمصادرة البلد فحسب صادرت أيضا احلام وطموحات مواطنيها”.
وأضاف مؤلف كتاب “من هؤلاء الذين نصبوا أنفسهم قادة للحراك الجزائري؟” أن “ثلاث مجموعات ركبت هذه الموجة التحررية والمفيدة لبلدنا وهم النشطون المنتسبون للمنظمات غير الحكومية والانفصاليون من الماك وكذا الاسلاميون (أو بالأحرى الاسلامويون) من خارج الوطن”، موضحا أن المجموعة الاولى ممولة ومكونة في الخارج بمخابر غربية (لا سيما منها الأمريكية) متخصصة في تغيير الأنظمة أما المجموعة الثانية فتدعو الى انفصال تام لمنطقة القبائل عن الأمة الجزائرية في حين أن الثالثة تتكون أساسا من قدامى حزب الجبهة الاسلامية للإنقاذ المحل المقيمين في الخارج في أوروبا على وجه الخصوص.

وأشار إلى أن “هذه المجموعات التي لها نفس التصور حول هدف الحراك وجدوا فيه فرصة ليدعم بعضهم بعضا ويتعاونوا فيما بينهم اعلاميا وحتى يتحدوا رغم أيديولوجياتهم المختلفة أو المتعارضة تماما”.
واعتبر أن اشتراك “ناشطون ينتسبون لمنظمات غير حكومية واسلامويين قد لوحظ من قبل في بلدان عربية عاشت الربيع العربي”، مؤكدا أنه عكس من يشاع فإن الحراك في الجزائر “يمتلك قادته” ويطلق عليهم “وجوه الحراك حتى لا نقول قادته”.
وأشار إلى أن وجوه الحراك هؤلاء “حاضرون بقوة على مواقع التواصل الاجتماعي ويدعون بانتظام لبلاطوهات إعلامية ويجد تصريح كل واحد منهم صدى في الفضاء السيبرياني بخلق ضجة”، متسائلا عن “أسباب الادعاء أن الحراك لا يمتلك قيادة “.
وأوضح الأستاذ الجامعي أن “دراسة الثورات الملونة وكذا الربيع العربي تبين أن هذه الجماعات عندما تتجنب أن تكون قوة سياسية منظمة وترفض المشاركة بشكل مفتوح في العملية الديمقراطية، رغم نشاطها وفعاليتها في المظاهرات، تختفي بعد الثورة، وما يتبقى فيما بعد إلا التشكيلات السياسية المنظمة والمهيكلة التي تحظى بقاعدة مناضلين قوية، فهي التي تبرز وتحصل على مكانتها بعد تغير النظام”، مبرزا المناهج التي تستعملها هذه الجماعات “للحث على مواجهة الدولة “.

وأكد السيد بن سعادة أن “عدد المتظاهرين بدأ في الانخفاض بعد بلوغ أولى بوادر النجاح السياسي إذ تغيرت الشعارات تغيرا جذريا، شأنها في ذلك شأن الخطابات والكتابات التي تُسوقها هذه الجماعات”، مضيفا أن “الهجمات والاعتداأت والاساأت لممثلي الحكومة وقوات الأمن والمؤسسة العسكرية تزداد حدة، ووسائل.
إعلامهم، الكلاسيكية والالكترونية، تُغرق الفضاء السيبراني بأطنان من الروايات واللغو والكلام المعسول التي تعتبر قريبة جدة من المبادئ الخمسة للدعاية الحربية أكثر من قربها من الخطاب السياسي الحجاجي”.
ويرى أن “هذه الطرق الحربية التي تحث على المواجهة لا تتوافق بوضوح مع سلمية التظاهرات التي ما تزال إلى اليوم تثير انبهار العالم. فالنهج الصارم في المواقف ورفض الحوار أو المشاركة في العملية السياسية أمور من شأنها أن تؤدي بنا إلى سيناريو وخيم مثلما حدث في ليبيا أو سوريا”.
وبهذه المناسبة، دعا الأكاديمي “حركات المعارضة الحاضرة في الحراك الشعبي التي تقبل القواعد الديمقراطية والتي لا تخضع لأجندة أجنبية ولا تتهاون بخصوص وحدة الجزائر الترابية إلى اعداد برامج سياسية واضحة والمشاركة في الحياة الديمقراطية لبلادنا”.
واختتم بالقول إن “هذه الجماعات إذا ما كانت تظن، كما تدعي، بأنها تحظى بقاعدة شعبية قوية، فإنها ستحصل على مقاعد في الانتخابات وستشغل مناصب القرار وتعد القوانين التي تضمن ازدهار الجزائر”.